إجراءات التبليغ عن العنف الأسري

تعد إجراءات التبليغ عن العنف الأسري هي الضمانة النظامية للحماية المجتمعية من هذه الجريمة الخطيرة وتوابعها الأكثر خطورة ، فالعنف الأسري يؤدي إلى تفكك الأسرة التي هي نواة المجتمع الأولى كما أنه يؤثر على الصحة النفسية للأطفال الذين هم نواة المستقبل 

ولذلك حرص النظام السعودي على وضع تشريعات صارمة للحد من تلك الجريمة كما جعل التبليغ عنها بسهولة لتشجيع من يتعرضون للعنف الأسري على التبليغ عن الجريمة ، وفي السطور القادمة سوف نتعرف على مساعي المملكة لتقويض جرائم العنف وأسباب تلك الجرائم وعقوباتها 

ماهو العنف الأسري؟

العنف الأسري هو الممارسات التي من شأنها إلحاق الأذى بأحد أفراد الأسرة سواء كان هذا الأذى جسديًا أو نفسيًا أو جنسيًا.

تعرف أيضا على عقوبة جرائم العنف الأسري في السعودية

أشكال العنف الأسري

للعنف الأسري عدة أشكال وهي كالتي:

العنف ضد المرأة

وهو أن يقوم الذكر بممارسة العنف ضد أهله من الإناث سواء كانت الزوجة أو الأم أو الاخت أو الابنة ، واستغلال ضعفهم وإلحاق الأذى بهم 

عنف الأزواج

عنف الزوج تجاه زوجته وضربها أو شتمها أو سوء معاملتها جنسيًا أو تهديها وتخوفيها أو تحميلها بطلبات مبالغ بها ، أو أن تكون الزوجة هي من تمارس العنف ضد الزوج

العنف ضد الطفل

وهو قيام الأب أو الأم أو الأقارب المقيمين أو غير المقيمين بتعنيف الطفل أو زجره وتخويفه أو استغلاله بأي شكل من أشكال الاستغلال 

العقوق

وهو عنف الأبناء تجاه الوالدين واستغلال ضعفهم أو مرضهم أو تقدمهم في السن وإلحاق الأذى بهم عن طريق الضرب أو النهر وتوجيه السباب أو اي طريقة أخرى

أسباب العنف الأسري

لا يوجد مبرر للعنف الأسري ، ولكن هناك العديد من الأسباب المسببة له ومن هذه الأسباب ما يلى:

غياب الوازع الديني

جميع الأديان تحرم العنف بجميع أشكاله ، ونادت تعاليم الإسلام السمحة بحسن معاملة الزوجة وجعلت عقوق الوالدين من الكبائر 

الإنحرافات الأخلاقية

مثل تعاطي المخدرات أو الخمور وما ينتج عن ذلك من تصرفات عنيفة وغير واعية 

التربية الخاطئة

الطفل الذي يشاهد العنف في المنزل أو يُمارس ضده من الطبيعي أن يعتقد ان العنف شيء طبيعي وبالتالي يكون مستعدًا لممارسته ، فالعنف لا يجعل من الطفل رجلًا ولا يساهم في تربيته ولا يضيف إليه إلا التشوهات النفسية التي قد تلازمه على مدار حياته 

الظروف الاقتصادية

تظهر الدراسات الحديثة أن حالات العنف الأسري في الأسر الأكثر فقرًا تقدّر بخمس أضعاف  الأسر الأقل ففرًا ، وذلك لأن ضغوطات الحياة وعدم قدرة رب الأسرة على توفير احتياجاتها يشعره بالعجز ويحمله بشحنات نفسية كبيرة مما قد يجعله يفرغ تلك الشحنات في من حوله ويحملهم أسباب عجزه 

غياب الحوار الأسري

الحوار بين أفراد الاسرة مهم جدًا لتقريب وجهات النظر وتقليص الفجوة مع الأجيال الجديدة وتغليب العقل ولغة الحوار في حل المشاكل وغياب الحوار الاسرى يهدم قواعد الأسرة الرئيسية المتمثلة في التقارب والمحبة 

الميديا

أكدت العديد من الأبحاث وجود علاقة وطيدة بين مشاهدة العنف على التلفاز وتطبيقه على أرض الواقع ، وتتسبب مشاهدة الأفلام العنيفة في زيادة معدلات الجريمة ، فما بالك بعالمنا الرقمي اليوم الذي يحاصرنا بالشاشات والمواد المصورة  والمنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي 

يمكنك أيضا الإطلاع على قضايا اجتماعية سعودية

إجراءات التبليغ عن العنف الأسري

تبذل المملكة مساعي كبيرة لمحاصرة جرائم العنف وتقليصها ولذلك قامت المملكة بتسهيل إجراءات التبليغ عن العنف الأسري وكذلك تنوع طرق التبليغ كالآتي :  

الإتصال ب ١٩١٩

يمكن للمواطن أو المقيم أن يقوم بالتبليغ عن طريق الإتصال بالرقم المجاني لمركز بلاغات العنف الأسري (١٩١٩)  أو عن طريق البريد الإلكتروني

1919@hrsd.gov.sa

أو من خلال تطبيق وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية

الجدير بالذكر أن مركز بلاغات العنف الأسري يقوم باستقبال البلاغات من كل أنحاء المملكة ويعمل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع ويقدم خدمات الدعم النفسي عم طريق متخصصين نفسيين ويقوم المركز بالتواصل مع الجهات الأمنية لتوفير الحماية للحالات المتضررة

إثبات الحالة

في حالة التعرض لعنف جسدي يجب إبلاغ الطبيب أو التوجه للمستشفى لإثبات الإصابات الناجمة عن العنف 

الذهاب لمركز الشرطة

والإبلاغ عن واقعة العنف وتقوم الشرطة بدورها في التصدي لهذا النوع من الجرائم بمنتهى الحزم 

عقوبة العنف الأسري في السعودية

وضعت المملكة العديد من الانظمة والتشريعات من أجل تقويض جرائم العنف الأسري وتتضمن هذه العقوبات السجن والغرامة ويتم مضاعفة العقوبة في حال التكرار 

كما سهّلت المملكة إجراءات التبليغ عن العنف الأسري عن طريق الخط الساخن ١٩١٩ كما وضحنا وذلك من أجل ردع مرتكبي جرائم التعنيف الأسري 

وفى إطار المسئولية المجتمعية وحرص المملكة على الأمن الإجتماعي فإنه يتم توعية المواطنين من خلال برامج توعيه متنوعة إلى جانب التشريعات والأنظمة التي تدعم الحماية الاجتماعية

عقوبة العنف الأسري ضد المرأة

دائما ما كانت المملكة حريصة على حقوق المرأة وحمايتها وسنت من أجل ذلك العديد من النصوص النظامية الصارمة وآليات الحماية القانونية التي تمنح المرأة الحق في التخلص من العلاقة المؤذية عن طريق حق الطلاق وحق حضانة الاطفال 

وأقر نظام الحماية من الإيذاء في المادة رقم (١٣) عقوبة تعنيف المرأة وهي السجن من شهر وحتى سنة بناءً على تقدير القاضي لحجم الضرر وذلك إلى جانب غرامة مالية بحد أدنى ٥٠٠٠ وحد أقصى ٥٠٠٠٠ ريال سعودي ، وفي حال التكرار يتم مضاعفة العقوبة 

عقوبة العنف الأسري ضد الطفل

أقر نظام حماية الطفل معاقبة من قام بإيذاء الطفل أو تهديده أو استغلاله بأي شكل من أشكال الاستغلال  

بالسجن بحد اقصى سنتين وغرامة بحد أقصى ١٠٠,٠٠٠ ريال أو بعقوبة واحدة من العقوبتين 

وهناك حالات  يتم فيها تشديد العقوبة لتصبح السجن من عامين إلى خمس أعوام وغرامة من ١٠٠,٠٠٠إلى ٥٠٠,٠٠٠ ريال سعودي  وهذه الحالات هي مايلي: 

• إذا كان الطفل من ذوي الهمم 
• إذا تم تهديد الطفل أو تعنيفه بالسلاح
• إذا كان التعنيف في مكان الدراسة او العبادة 
• إذا تم الإيذاء بطرق متعددة في واقعة واحدة 
• إذا تم تكرار الجريمة 

قد يهمك أيضا معرفة أسباب سقوط حضانة الأم

عقوبة عقوق الوالدين في السعودية

عقوق الوالدين  من الأفعال المشينة المحرمة شرعًا والمجرّمة قانونًا  والتى تتنافى مع القيم الإنسانية والتقاليد المجتمعية ويُعاقب مرتكبها وفقًا لأنظمة المملكة بالسجن والجلد 

الجدير بالذكر أن المنظم السعودي لم يحدد فترة السجن وتركها لتقدير القاضي وفقًا لحيثيات كل حالة 

ويتم الإفراج عن العاق في حالة عفو الوالدين عنه

عقوبة العنف الأسري للأجانب

تحقيقًا لمبادئ العدالة والمساواة بين الجميع  تِطبق المملكة نفس عقوبات جرائم العنف الأسري علي المواطنين والأجانب كحدًا سواء ، وكذلك يتبع الجميع نفس إجراءات التبليغ عن العنف الأسري 

 والعقوبة المقررة في النظام السعودي هي السجن من شهر وحتى سنة وغرامة مالية من ٥٠٠٠ إلى ٥٠٠٠٠٠ ريال سعودي ، وفي حالة تكرار الجريمة قد يتم ترحيل الفاعل من المملكة بعد قضاء عقوبته 

ولضمان تحقيق العدالة إذا كانت هناك اتفاقية دولية بين المملكة ودولة الجاني الأجنبي وكانت هذه الإتفاقية تنص على ظروف أفضل للجاني فيتم تنفيذ الاتفاقية 

حيث نصت المادة ١٤ من نظام الحماية من الإيذاء على تنفيذ أحكام النظام دون الإخلال بالاتفاقيات الدولية المبرمة بين المملكة والدول الأخرى

إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية حديثنا عن العنف الأسري وأسبابه  وتعرفنا على مساعي المملكة لمكافحة تلك الجريمة وإجراءات التبليغ عن العنف الأسري وعقوبات حالات العنف المختلفة ، ونأمل ان نكون قد وفقنا في عرض الموضوع وأرضينا فضولك وأجبنا عن تساؤلاتك 

الأسئلة الشائعة