تُعد إصابات العمل وتعويض العامل في النظام السعودي من الموضوعات الحيوية التي تمس حقوق العاملين وأمانهم المهني. ففي ظل بيئة العمل المتغيرة والتحديات التي قد تواجه العاملين، برزت الحاجة إلى نظام يُنظم كيفية التعامل مع الإصابات التي قد يتعرض لها العامل أثناء تأدية مهامه، ويضمن له الحصول على التعويض المناسب الذي يكفل له ولأسرته حياة كريمة.
يهدف هذا المقال إلى تقديم نظرة شاملة حول إصابات العمل وتعويض العامل في النظام السعودي، مستعرضًا تعريف إصابة العمل، أنواع الإصابات المشمولة بالتعويض، آلية احتساب التعويضات، ، مسؤوليات صاحب العمل، الفرق بين إصابات العمل والأمراض المهنية، حقوق العامل أثناء فترة العلاج، بالإضافة إلى التعويضات المالية والمعنوية، كيفية الإبلاغ عن الإصابة، والحالات التي لا يشملها التعويض.
ما هي إصابة العمل وفقًا للنظام السعودي؟
وفقًا للمادة (27) من نظام التأمينات الاجتماعية السعودي، تُعرَّف إصابة العمل بأنها: “الإصابة التي تقع للمشترك بسبب العمل أو أثناءه، وتشمل كذلك الإصابة التي تقع أثناء الذهاب من مقر السكن إلى العمل والعكس، أو أثناء التنقل لأداء مهمة كلفه بها صاحب العمل”.
كما تعتبر من إصابات العمل الأمراض المهنية التي يُصاب بها العامل نتيجة مزاولة عمل يُحتمل أن يسبب هذا النوع من الأمراض، وتحدد اللائحة التنفيذية أنواع هذه الأمراض.
وبذلك، فإن إصابة العمل لا تقتصر فقط على الحوادث داخل مقر العمل، بل تمتد لتشمل ظروفًا أوسع ترتبط بالعلاقة المهنية، مما يعزز من حماية العامل قانونيًا (نظاميًا) ويوسّع نطاق التغطية التأمينية التي توفرها المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية في المملكة.
إصابات العمل وتعويض العامل في النظام السعودي
إصابات العمل وتعويض العامل في النظام السعودي تُعد من أبرز الضمانات التي يوفرها نظام العمل والتأمينات الاجتماعية لحماية حقوق العاملين داخل المملكة حيث يلزم صاحب العمل بالإبلاغ عن الإصابة، وتوفير العلاج والرعاية اللازمة، وتتحمل المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية مسؤولية صرف العائدات أو التعويضات المستحقة
ويُعد هذا الإطار النظامي أحد ركائز الأمن المهني في المملكة، ويعكس الالتزام بحماية حقوق العامل وتحقيق بيئة عمل آمنة ومتوازنة.
أنواع إصابات العمل المشمولة بالتعويض في السعودية
ينص نظام التأمينات الاجتماعية في المادة (٢٧) على أنواع إصابات العمل وتعويض العامل في النظام السعودي وتشمل ما يلي:
- الإصابات الناتجة عن حادث أثناء تأدية العمل أو بسببه، سواء داخل مقر العمل أو خارجه إذا كان يؤدي مهمة لصالح صاحب العمل.
- الإصابات الناتجة عن الحوادث أثناء الذهاب من المنزل إلى العمل أو العودة منه، أو أثناء التنقل بين مواقع العمل، شريطة أن يكون المسار معتادًا ولم ينحرف عنه العامل لأسباب شخصية.
- الإصابة الناتجة عن حادث عرضي خلال فترات الراحة داخل مكان العمل، متى ما كانت داخل حدود المنشأة.
- الأمراض المهنية، وهي الأمراض التي يُصاب بها العامل بسبب طبيعة عمله وتُحدد بقرار من مجلس إدارة المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية.
ويؤكد النظام من خلال هذه البنود على شمولية التغطية التأمينية للعاملين، بما يكفل لهم حق الحصول على التعويض المناسب، ويعزز من استقرارهم المهني والأمني داخل بيئة العمل في المملكة.
في حالة التعثر في المعرفة يمكنك معرفة خدمات محامي قضايا عمالية في الرياض وإجراءات الدعوى العمالية
كيفية احتساب تعويض إصابة العمل في النظام السعودي
حددت المادة رقم (٣١) من نظام التأمينات الاجتماعية كيفية تقدير حجم إصابة العمل وتعويض العامل في النظام السعودي كالآتي:
- تعويض العجز الكلي المستديم:
في حال تعرض المشترك لإصابة عمل أدت إلى عجز كلي مستديم، فإنه يستحق عائدة شهرية تعادل 100% من متوسط الأجر الشهري الذي خضع للاشتراك، وذلك حسب ما تحدده الفقرة الرابعة من المادة ذات الصلة في نظام التأمينات الاجتماعية.
وإذا كانت هذه العائدة أقل من (1,500 ريال) شهريًا داخل المملكة، يتم رفعها إلى هذا الحد الأدنى. كما يجوز تعديل هذا الحد بناءً على ما تراه المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية مناسبًا تبعًا لزيادة تكاليف المعيشة، وبما يتماشى مع الوضع المالي للمؤسسة. - تعويض العجز الجزئي المستديم بنسبة 50% فأكثر:
إذا أصيب العامل بعجز جزئي مستديم نتيجة إصابة عمل وكانت نسبته 50% أو أكثر، فيحق له الحصول على عائدة شهرية تُحتسب كنسبة مئوية من عائدة العجز الكلي المستديم، أي تُضرب نسبة العجز الجزئي في العائدة التي كان سيتقاضاها لو أن إصابته نتج عنها عجز كلي. - إعانة المساعدة لمن يحتاج دعمًا دائمًا:
في الحالات التي يحتاج فيها المصاب إلى مساعدة مستمرة من شخص آخر للقيام بأعمال حياته اليومية نتيجة العجز، يُزاد مبلغ العائدة بنسبة 50% كإعانة شهرية إضافية، على أن لا يتجاوز هذا المبلغ الحد الأقصى الذي تحدده اللائحة التنفيذية.
دور صاحب العمل في تعويض إصابات العمل: المسؤوليات والالتزامات
يتحمل صاحب العمل عدة مسؤوليات تجاه العامل المصاب، منها:
- توفير بيئة عمل آمنة: الالتزام بإجراءات السلامة المهنية.
- تحمل تكاليف العلاج: يتحمل صاحب العمل جميع النفقات اللازمة لعلاج العامل المصاب.
- الإبلاغ عن الإصابة: يلتزم صاحب العمل بإبلاغ المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بالإصابة خلال المدة المحددة.
الفرق بين إصابات العمل والأمراض المهنية في النظام السعودي
إصابات العمل هي الحوادث التي تقع أثناء أو بسبب العمل، بينما الأمراض المهنية هي الأمراض التي تنشأ نتيجة التعرض المستمر لعوامل معينة في بيئة العمل، مثل التعرض للمواد الكيميائية أو الضوضاء المستمرة ،
التعويضات المالية والمعنوية لإصابات العمل في السعودية
تشمل التعويضات التي يحصل عليها العامل المصاب:
- التعويضات المالية: تشمل العائدات الشهرية أو التعويضات المقطوعة حسب درجة العجز.
- الدعم النفسي: قد تشمل التعويضات توفير الدعم النفسي للعامل المصاب لمساعدته في تجاوز الآثار النفسية للإصابة.
- برامج التأهيل المهني: توفير برامج تأهيلية للعامل المصاب لمساعدته على العودة إلى العمل.
ويظهر ذلك مدى الاهتمام ب إصابات العمل وتعويض العامل في النظام السعودي ماليًا ونفسيًا
كيفية الإبلاغ عن إصابة عمل عبر منصة التأمينات الاجتماعية
يمكن الإبلاغ عن إصابة عمل عبر منصة التأمينات الاجتماعية باتباع الخطوات التالية:
- تسجيل الدخول إلى منصة التأمينات الاجتماعية: https://www.gosi.gov.sa
- اختيار الخدمة: قم باختيار خدمة “إبلاغ عن إصابة عمل”.
- تعبئة النموذج المطلوب: يشمل معلومات عن العامل والإصابة.
- إرفاق المستندات اللازمة: مثل التقارير الطبية.
- إرسال الطلب: بعد التأكد من صحة المعلومات.
يمكنك أيضا الإطلاع على قضايا الأخطاء الطبية في السعودية – العقوبات والتعويضات
الاستثناءات من استحقاق تعويض إصابة العمل في النظام السعودي
هناك حالات لا يستحق فيها العامل تعويضًا عن إصابة العمل، منها:
- الإصابة الناتجة عن تعمد العامل: إذا ثبت أن الإصابة كانت نتيجة تعمد من العامل.
- الإصابة أثناء ارتكاب مخالفة جسيمة: مثل تعاطي المخدرات أو الكحول أثناء العمل.
- عدم الإبلاغ عن الإصابة في الوقت المحدد: إذا لم يتم الإبلاغ عن الإصابة خلال المدة المحددة دون عذر مقبول.
تُعد إصابات العمل وتعويض العامل في النظام السعودي من الركائز الأساسية التي تضمن حقوق العاملين وتوفر لهم الحماية اللازمة أثناء تأدية مهامهم. من خلال هذا المقال، تم استعراض الجوانب المختلفة المتعلقة بإصابات العمل، بدءًا من تعريفها وأنواعها، مرورًا بآلية احتساب التعويضات ، وصولًا إلى حقوق العامل والمسؤوليات الملقاة على عاتق صاحب العمل وفي الأخير وجب التنزيه أن الالتزام بتطبيق هذه الأنظمة واللوائح يساهم في خلق بيئة عمل آمنة ومستقرة، تعزز من الانتاجية وتحافظ على سلامة العاملين.
لا توجد تعليقات