أعلنت وزارة العدل السعودية مؤخرًا عن وجود العديد من قضايا التخبيب المرفوعة لدي القضاء، وقد أسندت سبب مثل تلك القضايا إلى محاولة الكثيرون التدخل لإفساد العلاقة الزوجية بين الزوج وزوجته لأغراض شخصية مختلفة .
كما أن للتقدم التكنولوجي حاليًا وخاصة انتشار الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة الفضل الأكبر في ذلك. وقد أسندت وزارة العدل جانبًا كبيرًا من اهتماماتها حفاظًا على الأسر السعودية من التفكك والانهيار وحماية للأطفال من الأضرار البالغة التي تصيبهم جراء تلك القضايا.
ولكن ماذا نعني بكلمة التخبيب؟
نعني بكلمة التخبيب إفساد العلاقة الزوجية بين الرجل وزوجته نتيجه لتدخل البعض في حياتهم وشئونهم الخاصة بغرض الوقيعة بينهم
كأن تحرض المرأة زوجة ضد زوجها بذكرها لعيوبه ووصفه بما ليس فيه حتى تطلب تلك الزوجة الطلاق منه، أو قد يحرض الرجل أيضا المرأة ضد زوجها للخروج عن طاعته ثم الطلاق منه
وفي كلتا الحالتين فإن القانون السعودي يعاقب على مثل تلك الأفعال عقوبات صارمة.
عقوبة التخبيب في القانون السعودي:
نهى الدين الإسلامي عن التخبيب بين الزوجين ووضع له عقوبات كبيرة لما له من تأثير سلبي على الأسرة، ومن هذا المنطلق فرض القانون السعودي عقوبة الحبس لمدة عامين على من يثبت تورطه في مثل تلك القضايا بالإضافة إلى الجلد لأكثر من ألف جلدة، ومقدار العقوبة هنا قد يختلف حسب القضية ومستوى الضرر وهو متروك في النهاية لتقدير القاضي.
أنواع التخبيب:
هناك ثلاثة أنواع مختلفة للتخبيب نذكرها معًا في النقاط التالية:
- التخبيب عن طريق القول: وذلك بأن تقوم عائلة الزوجة أو عائلة الزوج متمثلة في الأب والأم والإخوة أو قد يمتد الأمر للمعارف والأصدقاء بتقليب الزوج على زوجته أو العكس في محاولة لتشويه صورة أحدهما أمام الآخر وذكر عيوبهما حتى تستحيل العيشة بينهما ويلجأ الطرفان إلى الطلاق.
- التخبيب عن طريق الفعل: قد يلجأ البعض لاتباع عدة أساليب بهدف تخريب العلاقة بين الزوجين مثل نقل المعلومات الخاطئة أو التجسس لصالح أحدهما أو تدبير بعض المؤامرات لإفساد العلاقة الزوجية بينهما.
- التخبيب عن طريق الإيحاء: يلجأ البعض لاستخدام مواقع التواصل المختلفة بعرض منشورات معينة أو فيديوهات والتي تحمل بعض المعاني السلبية والإيحاءات الكاذبة تجاه الزوج أو الزوجة مما يثير الشك بينهما وتخرب الأسرة نتيجة لذلك.
شروط رفع دعاوى التخبيب:
لرفع دعوى التخبيب لابد من إثبات وقوع أركانه سواء الركن المعنوي أو الركن المادي، والركن المادي هنا يتضمن تقديم صاحب الدعوى سواء كان الزوج أو الزوجة لجميع الإثباتات المادية من رسائل ومكالمات هاتفية
التي تؤكد قيام المخبب باللجوء للخداع للتفرقة بين الزوج وزوجته والإيقاع بينهما ويلجأ المدعي كذلك لاستخدام شهود على ذلك لتأكيد صحة موقفه.
أما الركن المعنوي فيتم إثباته بتقديم ما يفيد وجود وعود مزيفة من الشخص المخبب للزوج أو للزوجة بنية التفريق بينهما كأن يقوم المخبب بإيهام الزوجة أنه سيتزوجها بعد الانفصال عن زوجها.
وفي حالة إثبات الركنين المادي والمعنوي للتخبيب فإن المحكمة المختصة تقوم باستكمال إجراءاتها توقيع العقوبة المناسبة على الأطراف التي تسببت في تدمير الأسرة وتخريب العلاقة بين الزوجين.
ولعل أكثر الأمور التي تثير الدهشة والتساؤلات أيضًا هو شيوع قضايا تخبيب أم الزوجة على ابنتها فنجد أنه في كثير من الأحيان تقوم الأم بهدم حياة ابنتها الزوجية من خلال ما تثيره من شكوك داخلها تجاه زوجها
أو محاولة التقليل منه أمامها ومقارنته بمن هم أفضل منه ماديًا أو دفعها لترك بيتها والابتعاد عنه لأسباب مختلفة ولهذا فإن المشرع السعودي يولي أهمية كبيرة لمثل تلك القضايا التي تكون الأم طرفًا فيها.
وبوجه عام تعتبر الحالات التي يتدخل فيها أهل أو أقارب الزوجين هي أكثرها خطورة نظرًا لمدى القرب الذي يمنحهم التدخل الصريح في شئون الزوجين الخاصة.