تسعى المملكة العربية السعودية من خلال هيئة الملكية الفكرية إلى تشجيع الفكر الإبداعي للمؤلفين والمصممين والمبدعين السعوديين وذلك بالحفاظ على حقوقهم الأدبية والمالية الخاصة بمؤلفاتهم ومصنفاتهم المختلفة بالإضافة إلى تشجيعهم على الإبداع المتواصل.
ويتم نشر وطباعة المصنفات الأدبية وفق أحد التعاقدات التجارية الخاصة بالمصنفات، وقد لجأت المملكة السعودية إلى وضع مجموعة من القيود والضوابط على اتفاقيات الطبع والنشر لضمان حماية حقوق المؤلف وكذلك حقوق الهيئة المختصة بالطبع والنشر.
ويخضع التعاقد بين المؤلف ودار النشر لنظام حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، ويتمثل دور دار النشر في إعداد وتهيئة المصنفات الأدبية التي يرغب مؤلفها في طباعتها ونشرها.
نظام حقوق المؤلف والحقوق المجاورة (الطبع والنشر)
هناك ارتباط وثيق بين الآليات المتبعة لحماية حقوق المؤلف وحقوق الطبع والنشر في النظام السعودي إلا أنهما يختلفان عن بعضهما البعض في عدة نقاط نستعرضها معًا في السطور التالية:
- يحصل أصحاب المصنفات الإبداعية على حقوق المؤلف بينما تحصل الجهات الوسيطة والتي تلعب دورًا بارزًا في طباعة ونشر المصنفات على حقوق الطبع والنشر.
- تُمنح الحقوق الخاصة بالمؤلف على الأعمال الحصرية الخاصة بأصحابها والتي قاموا بإنتاجها وتأليفها بأنفسهم أما حقوق الطبع والنشر فقد تُمنح للجهات المختصة بمباشرة أعمال الطباعة والنشر والتوزيع على أعمال إبداعية قديمة تحولت بمرور الوقت إلى ملكية عامة.
- وفقًا للحقوق الخاصة بالمؤلف لا تستطيع دار الطبع والنشر إجراء أي تعديلات على المصنفات التي يقومون بطباعتها ونشرها بدون الرجوع للمالك الأصلي لهذا العمل والحصول على موافقة منه على إجراء تلك التعديلات.
- يلتزم المؤلف بشروط العقد المبرم بينه وبين دار الطبع والنشر فلا يجوز له نشر المصنف الخاص به من خلال أي دار نشر أو مؤسسة طباعة وتوزيع أخرى.
تسجيل حقوق الطبع والنشر
يتم تنظيم العلاقة بين المؤلف وبين مؤسسات الطبع والنشر بموجب عقد قانوني موثق على أن يتم تضمين جميع الحقوق والالتزامات الخاصة بكلا الطرفين من خلال بنود العقد وينبغي على جميع الأطراف الالتزام بتلك البنود،
وفي حالة الأعمال الإبداعية المشتركة يتم الحصول على موافقة من جميع المساهمين أولًا قبل الشروع في طباعة ونشر تلك الأعمال.
بعد توثيق التعاقد بين المؤلف ودار النشر أو إثبات ملكية المؤلف للمصنف، يتم تسجيل حقوق الطبع والنشر الخاصة بالمصنف وذلك عبر الهيئة العامة للملكية الفكرية بعد استيفاء جميع الشروط والمتطلبات اللازمة للتسجيل والتي تختلف باختلاف المصنف أو العمل الإبداعي المراد طبعه ونشره.
عقوبة انتهاك حقوق الطبع والنشر
كما أشرنا سابقًا فإن الغرض الرئيسي الذي استهدفته المملكة من وراء حماية حقوق الطبع والنشر هو تنمية روح الإبداع لدى المؤلفين والكاتبين السعوديين بالإضافة لرغبة الهيئات المختصة في إخراج المصنفات الأدبية للسوق السعودية والعالمية في أفضل شكل ممكن وأعلى مستوى من الجودة والكفاءة إلى جانب الحفاظ على الحقوق الاقتصادية لكلا من المؤلف ودار النشر.
وبناءً على ما سبق فقد وضعت السلطات السعودية مجموعة من العقوبات على كل من يتعدى على حقوق الطبع والنشر لأي من المصنفات السعودية كما يلي:
- توجيه إنذار لمخالفة الحقوق القانونية للنشر الخاصة بالمؤسسة والتعدي عليها.
- القيام بمصادرة جميع المصنفات المخالفة لحقوق الطبع والنشر.
- تعويض دار الطبع والنشر ماليًا عما لحق بها من أضرار نتيجة للتعدي على حقوقها بمبلغ مالي لا يزيد عن 250 ألف ريال وفقًا لحجم الضرر.
- في حالة تكرار مخالفة انتهاك حقوق الطبع والنشر توقع عقوبة السجن لمدة لا تزيد عن 6 أشهر.