شروط ممارسة مهنة المحاماة

شروط ممارسة مهنة المحاماة


شروط ممارسة مهنة المحاماة في السعودية تُعد من المواضيع الحيوية التي تهم شريحة واسعة من خريجي التخصصات الشرعية والنظامية، بالإضافة إلى المهتمين بمجال المحاماة في المملكة 

في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل شروط ممارسة مهنة المحاماة في السعودية، مستندين إلى أحدث الأنظمة واللوائح المعمول بها، مع التركيز على المؤهلات العلمية، الخبرات العملية، الإجراءات النظامية، والمتطلبات الأخلاقية.  كما سنسلط الضوء على الفروق المتعلقة بمزاولة المهنة لغير السعوديين، وأهمية التسجيل في الهيئة السعودية للمحامين، بالإضافة إلى متطلبات التفرغ والتطوير المهني المستمر. 

شروط ممارسة مهنة المحاماة في السعودية

تُحدّد شروط ممارسة مهنة المحاماة في السعودية بموجب نظام المحاماة الصادر بمرسوم ملكي رقم (م/38) وتاريخ 28/7/1422هـ، وهي تهدف إلى تنظيم المهنة وضمان كفاءة من يمارسها ، ومن أهم هذه الشروط وفقًا للمادة رقم (٣) من نظام المحاماة مايلي:

  • أن يكون سعودي الجنسية ، ويجوز للأجنبي ممارسة المهنة حسب ما تقضي به الاتفاقيات الدولية للمملكة
  • لابد أن يكون حسن السير والسلوك و يتمتع بسمعة طيبة، وألا يكون قد صدر بحقه حكم في جريمة تمس الأمانة أو الشرف
  • أن يكون مقيمًا في المملكة 

ذلك إلى جانب الشروط المتعلقة بالمؤهلات المهنية والخبرة العملية والتي سوف نتناولها تفصيلًا في الفقرات القادمة 

المؤهلات العلمية المطلوبة لمزاولة مهنة المحاماة في السعودية

المؤهلات العلمية المطلوبة لمزاولة مهنة المحاماة في السعودية
المؤهلات العلمية المطلوبة لمزاولة مهنة المحاماة في السعودية

وفقًا لتعديلات المادة رقم (٣) من نظام المحاماة يجب المتقدم لمزاولة مهنة المحاماة حاصلًا على إحدى المؤهلات التالية: 

  • شهادة البكالوريوس في تخصص الشريعة الإسلامية أو ما يعادلها من إحدى جامعات المملكة 
  • الحصول على درجة البكالوريوس في تخصص الأنظمة أو ما يعادله، من إحدى الجامعات المعتمدة داخل المملكة العربية السعودية 
  • شهادة دبلوم من معهد الإدارة العامة في تخصص القانون بشرط ألا تقل مدة دراسته المعتمدة عن سنتين بعد الحصول على الشهادة الجامعية. 

هذه المؤهلات تعد من أبرز شروط ممارسة مهنة المحاماة في السعودية و تضمن أن يكون المحامي ملمًا بالأنظمة المعمول بها في المملكة، ويستثنى من شروط المؤهل من سبقت له ممارسة القضاء لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات كما حددت المادة رقم (٤) من نظام المحاماة 

إقرأ أيضا تعديل أنظمة التوثيق والتحكيم والمحاماة

الخبرة العملية والتدريب المهني: متطلبات أساسية للحصول على ترخيص المحاماة

.يشترط توفر خبرة عملية لا تقل عن سنتين في مجال العمل كما حددت تعديلات المادة رقم (٣) من نظام المحاماة ويُعفى من هذا الشرط من يحمل شهادة الدكتوراه في التخصص ويمكن تقليص مدة الخبرة المطلوبة وفق الآتي:

  • تخفيض مدة الخبرة لسنة واحدة :  تُحتسب سنة واحدة فقط كمدة خبرة مطلوبة لمن يحمل شهادة الماجستير في تخصص الشريعة الإسلامية أو الأنظمة أو ما يعادلهما، وكذلك لمن حصل على دبلوم من معهد الإدارة العامة في تخصص القانون إذا كانت مدة الدراسة المعتمدة سنتين.
  • تخفيض مدة الخبرة إلى ستة أشهر :  تُخفض مدة الخبرة إلى ستة أشهر لمن يحمل دبلوم معهد الإدارة العامة في تخصص القانون إذا كانت مدة الدراسة المعتمدة ثلاث سنوات.
  • البرامج المعتمدة :  تُعد كل سنة تدريبية في البرامج المعتمدة نظاماً والتي يحددها وزير العدل بالتنسيق مع الهيئة السعودية للمحامين وهيئة تقويم التعليم والتدريب  معادلة لسنة خبرة، شريطة أن يُتم المتدرب متطلبات البرنامج كاملة.

الجدير بالذكر أن الخبرة العلمية تعد من أبرز شروط ممارسة مهنة المحاماة في السعودية حيث تتيح للمحامي فهم الإجراءات القضائية والتعامل مع القضايا بشكل فعّال. ويستثني من هذا الشرط من سبق له ممارسة القضاء لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات وفقًا للمادة رقم (٤) من نظام المحاماة 

المستندات المطلوبة للحصول على ترخيص المحاماة في السعودية

المستندات المطلوبة للحصول على ترخيص المحاماة في السعودية
المستندات المطلوبة للحصول على ترخيص المحاماة في السعودية

 وفقًا لما جاء بموقع وزارة العدل السعودية يجب للحصول على ترخيص مزاولة مهنة المحاماة، تقديم المستندات التالية: 

  • صورة من الهوية الشخصية مع ضرورة إحضار الأصل للمطابقة.
  • صورة مصدقة من المؤهل العلمي أو إحضار الأصل للمطابقة، مع تقديم معادلة الشهادة إذا كانت صادرة من خارج المملكة.
  • أربع صور شخصية حديثة، ملونة، بمقاس (4 × 6) وخلفية بيضاء.
  • صورة من قرار الإعفاء من الخدمة لمن سبق له العمل في جهة حكومية، مع إحضار الأصل، بالإضافة إلى بيان مفصل بالخدمات الوظيفية السابقة.
  • صور من وثائق الخبرة العملية مع إحضار الأصل، متضمنة وصفًا وظيفيًا لكل خبرة.
  • بيان من المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية يوضح مدد الاشتراك لموظفي القطاع الخاص.

تقديم هذه المستندات يُعد خطوة أساسية في عملية الحصول على الترخيص، ويُظهر جدية المتقدم و استعداده للالتزام بمتطلبات المهنة. 

أهمية حسن السيرة والسلوك في مهنة المحاماة

من أهم شروط ممارسة مهنة المحاماة والتي حددتها المادة رقم (٣) من نظام المحاماة  أن يكون حسن السيرة والسلوك وغير محجور عليه وألا يكون قد حُكم عليه بحد أو بعقوبة في جريمة مخلة بالشرف أو بالأمانة ولم يمر على انتهاء تنفيذ الحكم خمس سنوات كحد أدنى

  هذا الشرط يُعزز من ثقة المجتمع في المحامي ويضمن التزامه بالأخلاقيات المهنية. 

شروط واستثناءات مزاولة مهنة المحاماة لغير السعوديين

حدد نظام المحاماة شروط ممارسة مهنة المحاماة في السعودية للأجانب  حيث يجوز لغير السعوديين مزاولة مهنة المحاماة في المملكة وفقًا لما تقضي به الاتفاقيات بين المملكة وغيرها من الدول.

  كما يُسمح للمحامي الخليجي المرخص له في بلده بطلب قيد اسمه في جدول المحامين الممارسين في المملكة. 

هذه الاستثناءات تُظهر انفتاح النظام السعودي على التعاون الدولي وتبادل الخبرات في مجال المحاماة. 

دور التدريب العملي في تأهيل المحامين الجدد

يُعد التدريب العملي أحد الشروط المهمة لمزاولة مهنة المحاماة، حيث يهدف إلى تزويد المتدرب بالخبرة العملية الضرورية.  يلزم على المتدرب قضاء فترة تدريب تحت إشراف محامٍ مرخص في السعودية، وتتراوح مدة التدريب من سنة إلى ثلاث سنوات حسب خلفية المتدرب الأكاديمية. 

 الجدير بالذكر أن التدريب العملي يُمكن المحامي من اكتساب المهارات اللازمة للتعامل مع القضايا بفعالية وكفاءة. 

يمكنك الإطلاع أيضا على كل ما تود معرفته حول عقد أتعاب المحاماة الموحد في السعودية ٢٠٢٥

التسجيل في الهيئة السعودية للمحامين: خطوة أساسية لممارسة المهنة

يجب على المحامين المتخرجين التسجيل في الهيئة السعودية للمحامين و يمثل هذا التسجيل اعترافًا رسميًا من المملكة بممارسة المحاماة، ويمنح المحامي حقوقًا متعددة، من بينها ممارسة المهنة والدفاع عن موكليه في المحاكم. 

 ويعد التسجيل في الهيئة  من أهم شروط ممارسة  مهنة  المحاماة في السعودي لضمان التزام المحامي بالمعايير المهنية والأخلاقية. 


تُعد شروط ممارسة مهنة المحاماة في السعودية من المواضيع المحورية التي تعكس حرص المملكة على تنظيم العمل المهني في القطاع العدلي وضمان جودة الممارسة القانونية. فمهنة المحاماة ليست مجرد وظيفة، بل هي رسالة تتطلب كفاءة علمية ومهارة عملية وسلوكاً مهنياً رفيعاً، لما لها من دور جوهري في حماية الحقوق وتحقيق العدالة وتعزيز الثقة في النظام القضائي.

وقد تناول هذا المقال أبرز الجوانب المتعلقة بشروط الممارسة، من المؤهلات العلمية المطلوبة، والخبرة العملية والتدريب المهني، مرورًا بالمستندات اللازمة للحصول على الترخيص، وأهمية حسن السيرة والسلوك، إلى جانب تنظيم مزاولة المهنة لغير السعوديين، ودور التدريب العملي في تأهيل المحامين الجدد، وأخيرًا ضرورة التسجيل في الهيئة السعودية للمحامين. كل ذلك يوضح مدى شمولية الإطار التنظيمي الذي يحكم هذه المهنة، ويعزز مكانتها في المنظومة العدلية بالمملكة.

قم بتقييم المقالة

لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *