عقوبة السعودة الوهمية

عقوبة السعودة الوهمية


عقوبة السعودة الوهمية تمثل إحدى الركائز الأساسية في جهود المملكة لمكافحة التحايل على أنظمة التوطين وتعزيز بيئة عمل عادلة ومنظمة. فالسعودة الوهمية تعد ممارسة مخالفة تُقوّض أهداف التوظيف الوطني، إذ تُسجّل بعض المنشآت أسماء مواطنين سعوديين في سجلاتها دون وجود عمل فعلي بهدف تحقيق نسب التوطين شكليًا فقط. 

وفي هذا المقال، نستعرض بشكل شامل مفهوم السعودة والسعودة الوهمية، ونوضح أبرز صورها النظامية، ثم نفصل عقوبات السعودة الوهمية في النظام السعودي الجديد 2025، مع بيان طرق الإبلاغ عنها، وتحليل تأثيرها على الاقتصاد الوطني وسوق العمل، إلى جانب تسليط الضوء على دور وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في مواجهتها. 

ما هي السعودة؟

السعودة هي مصطلح يُستخدم للإشارة إلى سياسات التوطين المعتمدة في المملكة العربية السعودية، والتي تهدف إلى إحلال المواطنين السعوديين محل العمالة الوافدة في الوظائف بمختلف القطاعات، خاصة في القطاع الخاص. 

وتأتي هذه السياسة في إطار خطة وطنية شاملة لتعزيز دور المواطن في الاقتصاد الوطني، ورفع نسب مشاركته في سوق العمل، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.

ما هي السعودة الوهمية؟ تعريفها وأبرز صورها النظامية

السعودة الوهمية تشير إلى تسجيل مواطنين سعوديين كموظفين في منشآت دون وجود علاقة عمل فعلية، بهدف تحقيق نسب التوطين المطلوبة دون الالتزام بتوظيف فعلي.

  تتعدد صور هذه الممارسة، منها تسجيل موظفين دون علمهم أو بموافقتهم مقابل مبالغ مالية زهيدة، دون أن يؤدوا أي مهام وظيفية حقيقية وتُعد هذه الممارسات مخالفة صريحة لنظام العمل ونظام التأمينات الاجتماعية في المملكة

كما تُعتبر السعودة الوهمية مخالفة لنظام مكافحة جرائم التزوير، لا سيما عندما يتم تقديم بيانات أو وثائق غير صحيحة لجهة حكومية (مثل المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية)، وهو ما يُجرِّم تسجيل موظف دون علمه أو دون وجود التزام متبادل في أداء العمل مقابل الأجر.

بإمكانك الإطلاع أيضا على استغلال اسمي في التأمينات وعقوبة السعودة الوهمية

عقوبات السعودة الوهمية في النظام السعودي الجديد 2025

عقوبات السعودة الوهمية في النظام السعودي الجديد 2025
عقوبات السعودة الوهمية في النظام السعودي الجديد 2025

فرضت الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية عقوبات صارمة على المنشآت والأفراد المتورطين في السعودة الوهمية، كالآتي:

العقوبات المفروضة على المنشآت:

  • الغرامات المالية: تُفرض غرامة مالية تصل إلى 20,000 ريال سعودي عن كل حالة تسجيل وهمي لموظف، وذلك وفقًا لجدول المخالفات والعقوبات المعتمد من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.  
  •  حرمان المنشأة من خدمات الوزارة: من ضمن عقوبات السعودة الوهمية حرمان المنشأة من بعض خدمات وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، مثل تجديد رخص العمل، إصدار تأشيرات جديدة، أو تغيير مهن العمالة. 
  • خفض تصنيف المنشأة في برنامج نطاقات: يؤدي ذلك إلى تقييد قدرات المنشأة التوظيفية والتعاقدية، مما يؤثر على عملياتها التشغيلية. 
  • الإحالة إلى الجهات المختصة: في حال وجود شبهة تزوير أو تواطؤ، يتم إحالة المخالفة إلى الجهات المختصة، مما قد يؤدي إلى عقوبات جنائية ضد المنشأة ومالكها. 
  • رد الدعم الحكومي: تُلزم المنشأة برد ما تم صرفه من دعم حكومي للمواطنين المسجلين بشكل وهمي، مثل دعم صندوق الموارد البشرية  

العقوبات المفروضة على الأفراد:

المواطن المسجل وهميًا يُعد شريكًا في المخالفة ومعرضًا لعقوبة السعودة الوهمية وقد يُعاقب بالآتي:

  • حرمان المواطن المسجل وهميًامن الدعم الحكومي وتقديمه للتحقيق إن ثبت تعمده. 
  • إلغاء مدد الاشتراك المسجلة: في التأمينات الاجتماعية باعتبارها غير صحيحة. 

كيفية الإبلاغ عن السعودة الوهمية؟

 وفرت الجهات المختصة عدة قنوات للإبلاغ عن السعودة الوهمية ،وهي الآتي:

  •  منصة “معًا للرصد” التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية: تُتيح هذه المنصة للمواطنين والمقيمين تقديم بلاغات عن مخالفات نظام العمل، بما في ذلك السعودة الوهمية.
  •  البريد الإلكتروني المخصص للبلاغات: يمكن إرسال البلاغات مباشرة إلى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عبر البريد الإلكتروني: auditor@mol.gov.sa 
  •  الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة): في حال وجود شبهة فساد أو تلاعب في السعودة، يمكن الإبلاغ عنها عبر الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد من خلال:
  • الرقم المجاني:  980
  • البريد الإلكتروني:  980@nazaha.gov.sa 

تأثير السعودة الوهمية على سوق العمل والاقتصاد السعودي

تُعتبر السعودة الوهمية من الظواهر السلبية التي تؤثر بشكل مباشر على سوق العمل السعودي، وإليك أبرز تأثيراتها السلبية :

  • عرقلة التوطين الحقيقي للوظائف: تعتمد بعض الشركات على السعودة الوهمية لإظهار التزامها بسياسات توطين الوظائف دون توفير فرص عمل حقيقية للسعوديين
  • ارتفاع معدلات البطالة بين السعوديين: مع استمرار السعودة الوهمية، تبقى فرص العمل الحقيقية محدودة، خصوصًا للفئات العمرية الشابة الباحثة عن فرص مناسبة.
  • تأثير سلبي على الناتج المحلي الإجمالي: عدم استثمار الشركات في تطوير رأس المال البشري السعودي يقلل من إنتاجية الاقتصاد الوطني على المدى البعيد.
  • تقليل الإيرادات الحكومية: بسبب انخفاض فرص توظيف السعوديين، تقل مساهماتهم في برامج الضمان الاجتماعي والضرائب، مما يؤثر على الإيرادات العامة للدولة.
  • تعطيل أهداف رؤية المملكة 2030: تضع رؤية 2030 توطين الوظائف وتنمية الموارد البشرية في مقدمة أولوياتها، لذا تُعتبر مكافحة السعودة الوهمية ركيزة أساسية لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام وتحسين جودة العمل.

إطلع أيضا على كيفية المطالبة بمكافأة نهاية الخدمة

دور وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في مكافحة السعودة الوهمية

دور وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في مكافحة السعودة الوهمية
دور وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في مكافحة السعودة الوهمية

تلعب وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية دورًا محوريًا في مكافحة ظاهرة السعودة الوهمية، التي تهدد أهداف توطين الوظائف وتحقيق التنمية المستدامة في سوق العمل السعودي. وتتمثل جهود الوزارة في عدة محاور رئيسية منها:

  • وضع الأطر النظامية واللوائح التنفيذية: تعمل الوزارة على تحديث وتطوير الأنظمة واللوائح التي تنظم سوق العمل، وتحديد عقوبات السعودة الوهمية ضد المخالفين 
  • رصد ومتابعة المنشآت: من خلال برنامج نطاقات الإلكتروني، تقوم الوزارة بمراقبة التزام المنشآت بنسب التوطين المقررة بدقة، وتحديد المنشآت التي تلجأ للسعودة الوهمية، عبر تقنيات متقدمة لجمع البيانات وتحليلها.
  • استقبال البلاغات والشكاوى: توفر الوزارة منصات إلكترونية مثل منصة “معًا للرصد” لتلقي بلاغات المواطنين والمقيمين عن حالات السعودة الوهمية، وتتابع هذه البلاغات بدقة لإجراء التحقيقات اللازمة.
  • فرض العقوبات والغرامات: تفرض الوزارة عقوبة السعودة الوهمية على المنشآت المخالفة، مثل الغرامات المالية وتطبق إجراءات مثل حرمان المنشأة من خدمات الوزارة وخفض تصنيفها في برنامج نطاقات، مما يحد من استمرار المخالفات.
  • التوعية والتثقيف: تقوم الوزارة بحملات توعية تستهدف أصحاب العمل والموظفين لتعزيز فهم أهمية التوطين الحقيقي، ومخاطر السعودة الوهمية على سوق العمل والاقتصاد الوطني 
  • التعاون مع الجهات الحكومية: تتعاون الوزارة مع جهات مثل صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) لضمان التنسيق في مكافحة السعودة الوهمية، واتخاذ الإجراءات النظامية المتكاملة.

بفضل هذه الجهود، تسهم وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بشكل فعال في الحد من السعودة الوهمية، وتحقيق بيئة عمل عادلة ومنتجة، تدعم التوطين الحقيقي وتعزز التنمية الاقتصادية في المملكة.


تُعد عقوبة السعودة الوهمية رادعًا أساسيًا لحماية سوق العمل السعودي من التلاعب والتحايل الذي يُضعف جهود التوطين ويؤثر سلبًا على الاقتصاد الوطني. وقد تناولنا في هذا المقال كافة الجوانب المتعلقة بالسعودة الوهمية، من تعريفها وصورها النظامية، مرورًا بالعقوبات المفروضة على المنشآت والأفراد، وصولًا إلى دور وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في مكافحتها.

من خلال هذا الطرح، يتضح أن المملكة تتعامل بجدية تامة مع هذه الظاهرة، وتسعى لضبط سوق العمل وضمان وصول الفرص الوظيفية الحقيقية للمواطنين المؤهلين، بما يحقق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تمكين المواطن والحد من البطالة.

الأسئلة الشائعة

ما المقصود بالسعودة الوهمية؟

السعودة الوهمية تعني تسجيل مواطنين سعوديين كموظفين في منشآت دون أن تكون هناك علاقة عمل حقيقية بينهم،

ما هي عقوبة السعودة الوهمية على الشركات؟

تتضمن العقوبات غرامة تصل إلى 20,000 ريال عن كل حالة وهمية، مع إمكانية حرمان المنشأة من خدمات وزارة الموارد البشرية 

كيف يمكن الإبلاغ عن السعودة الوهمية؟

يمكن الإبلاغ عن السعودة الوهمية عبر البوابة الإلكترونية لوزارة الموارد البشرية، أو من خلال الرقم الموحد للبلاغات، أو بزيارة أقرب فرع للوزارة.

قم بتقييم المقالة

لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *