أثارت زيادة القضايا المتعلقة بتعاطي المخدرات قلق العديد من المواطنين بالمملكة العربية السعودية، مما دفع المسئولين إلى التعامل بصرامة في جميع الأمور المتعلقة مع تلك القضية
حفاظًا على الثروة البشرية التي تملكها المملكة السعودية من شباب هم نواة حاضرها وبناة مستقبلها. ونظرًا لخطورة تأثير المواد المخدرة على الأسرة والمجتمع السعودي فقد فرضت المملكة العديد من القوانين الرادعة للحد من اتشار تلك الجرائم والحفاظ على مواطنيها من الأضرار الناجمة عن تعاطي المخدرات التي تصل حد الموت غالبًا.
دوافع اللجوء لتعاطي المواد المخدرة
يقع بعض الأشخاص فريسة للمتغيرات والظروف المجتمعية من حوله والتي قد تدفعه للهروب منها بتعاطي المخدرات ومن تلك الظروف ما يلي:
- افتقاد التربية الدينية منذ الصغر وعدم الالتزام بتعاليم الإسلام وضعف الوازع الديني لدى المتعاطي.
- التواجد وسط مجموعة من أصدقاء السوء.
- الجهل بمخاطر تعاطي المخدرات وعدم وجود برامج توعية كافية للتنبيه على الأضرار الناتجة عنها.
- عدم وجود أي أنشطة رياضية أو ثقافية في البيئة التي يتواجد فيها المتعاطي فيلجأ للمخدرات كوسيلة لملأ أوقات فراغه.
- اعتقاد البعض وجود علاقة بين تعاطي المواد المخدرة وتحسين القدرة الجنسية.
الفرق بين الإدمان والتعاطي
يعتبر التعاطي أحد أشكال الاستخدام الغير صحيح للمواد المخدرة سواء كانت تلك المواد قانونية أو غير قانونية فقد يلجأ البعض لاستخدام جرعة زائدة من عقاقير المهدئات مثلًا،
وغالبا ما يلجا الشخص للتعاطي بغرض الهروب والانفصال عن الواقع أو الابتعاد عن ضغوطات الحياة والأزمات التي يمر بها والحصول على بعض الراحة. ويستطيع الشخص المتعاطي التوقف أو الإقلاع عن تلك المواد المخدرة في أي وقت وذلك بخلاف المدمن حيث تعتبر عملية الإدمان مرض يؤثر على السلوك الشخصي والذهني للأفراد
والذي يفقده القدرة على السيطرة والتحكم في كثير من الأمور وخاصة تعاطيه للمواد المخدرة. وبمرور الوقت تؤثر المخدرات على كفاءة عمل مخ الإنسان الذي يشعر بالسعادة والنشوة عند تعاطيها
فإذا وصل الشخص لمرحلة الإدمان أصبح من الصعب جدًا التوقف عنها إلا بمساعدة مصحات علاجية مختصة والتي تتطلب الكثير من الوقت والجهد لسحب تلك السموم من جسم الإنسان.
الأنواع الدارجة للمواد المخدرة
تعددت أنواع المخدرات في السنوات الأخيرة واختلفت أشكالها وطريقة إنتاجها وتأثيراتها وأضرارها فمنها ما يسبب إدمان عضوي ومنها ما يسبب إدمان نفسي ومن أمثلة المواد المخدرة المنتشرة في مجتمعاتنا العربية ما يلي:
- الحشيش
- الماريجوانا
- الكوكايين
- المواد المهلوسة
- المسكنات والمهدئات مثل المورفين
عقوبة تعاطي المخدرات لأول مرة
تعتبر قضايا المخدرات من القضايا الجنائية التي يتم الفصل فيها أمام المحاكم الجزائية وهي من أخطر أنواع الجرائم حيث تأتي تجارة المخدرات في المرتبة الثانية بعد تجارة الأسلحة من حيث الخطورة.
وتختلف العقوبة الموقعة على حسب نوع القضية والتي تختلف باختلاف الفعل فقد تكون تعاطي أو حيازة أو ترويج أو تهريب أو غيرها من أنشطة تجارة المخدرات المختلفة.
والجدير بالذكر أن المشرع السعودي قد راعى أثناء وضع عقوبات نظام مكافحة المخدرات أن تكون تلك العقوبات بداية تغيير مسار عند المتعاطي والتراجع أو التوقف عن كل ما يضر بصحته ومستقبله وخاصة عند المتعاطي لأول مرة
حيث تكون دوافع الإصلاح لديه أكبر من غيره ولكنه يحتاج لقليل من التوجيه أو التأديب لوضعه على المسار الصحيح والحفاظ على مستقبله من الضياع.
وفي معظم الحالات يلجأ القاضي لإسقاط الدعوى عن المتهم إذا ثبت رغبة المتعاطي في العلاج والحصول على الرعاية الطبية اللازمة للإقلاع عن تلك المواد المخدرة، حيث يتم إيداع المتعاطي إحدى المصحات العلاجية المعتمدة لدى المملكة.
وتختلف العقوبة الموقعة على المتعاطي لأول مرة عن تلك الموقعة في حالة تكرار الجريمة، فعند القبض على متهم بتعاطي المخدرات وثبت تعاطيه للمرة الأولى يتم الحكم عليه بالحبس لمدة تتراوح من 6 أشهر وحتى عامين
ولكن مدة العقوبة هنا تعتبر تقديرية لرؤية القاضي، كما قد يعاقب بالجلد أيضًا بعدد جلدات يحددها القاضي كذلك.