نظام مكافحة جريمة التحرش

نظام مكافحة جريمة التحرش


نظام مكافحة جريمة التحرش يُعد من الأنظمة الحديثة التي تبنتها المملكة لحماية كرامة الفرد وضمان أمنه الشخصي حيث تُعد جريمة التحرش من الجرائم الخطيرة التي تمس كرامة الإنسان، وتؤثر سلبًا على أمن وسلامة المجتمعات  فهي لا تقتصر على الإيذاء الجسدي أو النفسي فقط، بل تمتد لتسبب انعدام الثقة والخوف وتُضعف من جودة الحياة، خاصة بالنسبة للفئات الأكثر تعرضًا مثل النساء والأطفال .

في هذا المقال، سنستعرض تعريف وأهداف النظام ، مع التطرق لتعريف الجريمة وأشكالها، والأطر النظامية والتنفيذية التي تحكمها والعقوبات المقررة لها   كما سنحلل دور الجهات الأمنية والقضائية، وآليات التبليغ والحماية، وجهود التوعية المجتمعية والإعلامية، إضافة إلى خطوات رفع دعوى تحرش وأرقام الإبلاغ كما ستتناول التحرش الإلكتروني وأنواعه ومخاطره ، ودور الأسرة في التوعية ، ومجهودات وزارة الداخلية وهيئة حقوق الإنسان لتقويض جرائم التحرش 

 تعريف جريمة التحرش في النظام السعودي

نص نظام مكافحة جريمة التحرش في المادة رقم (١)  على أن التحرش هو: “كل قول أو فعل أو إشارة ذات مدلول جنسي تصدر من شخص تجاه أي شخص آخر، تمس جسده أو عرضه أو تخدش حياءه بأي وسيلة كانت، بما في ذلك وسائل التقنية الحديثة”

 متى يُعتبر الفعل تحرشًا؟

وفقًا لنظام مكافحة جريمة التحرش يُعد الفعل تحرشًا إذا توافرت فيه النية الجنسية وكان موجهًا نحو شخص آخر بطريقة تُعد انتهاكًا لحريته الشخصية أو مساسًا بكرامته ويشمل ذلك الأفعال الجسدية، التعليقات، النظرات، والرسائل النصية ذات الطابع الجنسي، سواء كانت مباشرة أو عبر الإنترنت.

نظام مكافحة جريمة التحرش

اعتمدت المملكة العربية السعودية نظام مكافحة جريمة التحرش بموجب المرسوم الملكي رقم (م/96) الصادر بتاريخ 16 رمضان 1439هـ (31 مايو 2018م)، ليكون أحد أبرز الأنظمة التشريعية الهادفة إلى ترسيخ الأمن المجتمعي وصون كرامة الأفراد من التصرفات المنافية للأخلاق

وجاء إصدار النظام بعد موافقة مجلس الوزراء بقراره رقم (488)، استجابة لحاجة ملحة لمعالجة تزايد حوادث التحرش، وتوفير إطار نظامي صارم يردع المتحرشين ويكفل حقوق الضحايا.

تعرف أيضا على عقوبة التحرش اللفظي بالنظام السعودي ٢٠٢٤

 أهداف نظام مكافحة جريمة التحرش

 أهداف نظام مكافحة جريمة التحرش
 أهداف نظام مكافحة جريمة التحرش

صُمم نظام مكافحة جريمة التحرش ليؤدي دورًا ردعيًا وتوعويًا في آن واحد، ويضع حدًا واضحًا لأي سلوك يمس كرامة الأفراد أو يعكر صفو الحياة العامة والخاصة ومن أبرز أهداف النظام ،الآتي:

  •  حماية كرامة الإنسان وصيانة حريته الشخصية من أي تعدٍ لفظي أو جسدي أو نفسي ينطوي على مدلول جنسي.
  • مكافحة جريمة التحرش بجميع أشكالها، سواء في الأماكن العامة أو أماكن العمل أو عبر الوسائط الإلكترونية.
  •  تعزيز الشعور بالأمان في المجتمع، وتمكين الأفراد من ممارسة حياتهم في بيئة خالية من الانتهاكات.
  • وضع إطار نظامي واضح يجرّم التحرش ويحدد مسؤوليات الأطراف ويمنح السلطات القدرة على إنفاذ النظام  بسرعة وفعالية.
  • ردع المتحرشين بالعقوبات الرادعة، مما يساهم في تقليل الوقائع المرتبطة بالتحرش بشكل فعّال.
  • حماية المبلّغين والضحايا من أي تهديد أو انتقام، مما يشجعهم على الإبلاغ دون خوف.
  •  رفع مستوى الوعي المجتمعي تجاه خطورة التحرش وأثره النفسي والاجتماعي، من خلال حملات إعلامية وتعليمية.
  •  تعزيز الثقة في المنظومة العدلية من خلال الشفافية وسرعة المعالجة النظامية  للبلاغات والحالات.

عقوبة التحرش في السعودية

حددت المادة السادسة من نظام مكافحة جريمة التحرش  عقوبة التحرش بالسجن مدة لا تزيد على سنتين، وبغرامة مالية لا تتجاوز مائة ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين 

وتكون العقوبة مشددة وهي السجن لمدة لا تزيد عن خمس سنوات وغرامة لا تتجاوز ثلاثمائة ألف الريال ، في الحالات الآتية :

  • تكرار جريمة التحرش 
  • إذا كان المجني عليه طفلًا أو من ذوى الاحتياجات الخاصة  ، أو كان الجاني له سلطة مباشرة أو غير مباشرة على المجني عليه 
  • وقوع الجريمة في مكان عمل أو دراسة
  • إذا كان المجني عليه ليس في كامل قواه العقلية أو نائمًا أو فاقدًا للوعي 

التعديلات الأخيرة على نظام مكافحة جريمة التحرش

في 2021، أُضيفت الفقرة رقم (٣)  بموجب المرسوم الملكي رقم (م/48) على المادة السادسة من نظام مكافحة جريمة التحرش و تُجيز الفقرة  نشر ملخص الحكم على نفقة المحكوم عليه في وسائل الإعلام، بحسب جسامة الجريمة وتأثيرها على المجتمع ويُعد هذا التعديل خطوة مهمة لردع الجناة ورفع وعي الجمهور بخطورة الجريمة 

خطوات رفع دعوى تحرش في السعودية

يتيح نظام مكافحة جريمة التحرش  الحق في رفع دعوى تحرش عند التعرض لأي سلوك ينطوي على مدلول جنسي غير مرغوب فيه وفيما يلي الخطوات التفصيلية لرفع دعوى تحرش في المملكة:

 توثيق الواقعة وجمع الأدلة

قبل التوجه لتقديم بلاغ، من الأفضل جمع أكبر قدر ممكن من الأدلة التي تُثبت الواقعة، مثل:

  • الرسائل النصية أو الإلكترونية.
  • الصور أو الفيديوهات.
  • تسجيلات صوتية (نظامية).
  • شهادات الشهود أو إفادات الحضور.

اختبار وسيلة تقديم البلاغ

هناك عدة طرق رسمية يمكن من خلالها تقديم بلاغ تحرش:

تطبيق “كلنا أمن”

وهو تطبيق سهل الاستخدام متاح للتحميل على أجهزة الجوال ويسمح بإرفاق صور، فيديوهات، وتحديد الموقع ، كما أن البلاغ يصل مباشرة إلى الأمن العام.

منصة “أبشر أفراد”

يمكن تقديم بلاغ رسمي باتباع الخطوات الآتية : 

  • تسجيل الدخول على www.absher.sa .
  • اختيار “بلاغ عن الجرائم الإلكترونية” تحت خدمات الأمن العام.
  • تحديد نوع الجريمة: تحرش، ورفع البلاغ مع الأدلة.

مركز الشرطة

يمكنك زيارة أقرب مركز شرطة وتقديم بلاغ مكتوب رسمي ويُطلب منك بيان الواقعة بالتفصيل وتقديم الأدلة.

النيابة العامة

يمكنك تقديم شكوى مباشرة إلى النيابة العامة من خلال فروعها، أو عن طريق البوابة الإلكترونية الخاصة بها.

الاتصال برقم الطوارئ (911 أو 999)

للحالات الطارئة أو التي تستدعي تدخلاً فوريًا.

التحقيق في الواقعة

بعد تقديم البلاغ، تبدأ الجهة المختصة في إجراءات التحقيق، والتي تشمل:

  • استدعاء الأطراف المعنية.
  • مراجعة الأدلة المقدمة.
  • تحرير محضر رسمي بالوقائع.
  •  إحالة القضية إلى النيابة العامة

وإذا ثبت وجود شبهة جنائية، تُحال القضية إلى النيابة العامة التي تتولى بدورها التحقيق الإضافي وتحديد ما إذا كانت القضية تستحق الإحالة إلى المحكمة.

 الإحالة إلى المحكمة الجزائية

تصدر المحكمة حكمها بناءً على نظام مكافحة جريمة  التحرش والعقوبة قد تصل إلى السجن 5 سنوات وغرامة تصل إلى 300 ألف ريال أو كليهما

يمكنك أيضا التعرف على كيفية اثبات واقعة التحرش في النظام السعودي

التوعية المجتمعية ومكافحة التحرش

أدركت المملكة أن مكافحة جريمة التحرش لا تكتمل بالتشريعات فقط، بل لا بد أن تُعزز بالتوعية المجتمعية والتعليم والثقافة الحقوقية، لتشكيل بيئة اجتماعية رافضة لهذا السلوك ، ومن أبرز جهود المملكة في التوعية :

  •  البرامج الإعلامية:

أطلقت وزارة الداخلية ووزارة الموارد البشرية والإعلام حملات توعوية عبر التلفزيون، والإذاعة، ووسائل التواصل الاجتماعي لتوضيح مفهوم التحرش، وشرح العقوبات المترتبة عليه، والتأكيد على حقوق الضحية.

  •  المدارس والجامعات:

تم إدراج مفاهيم السلوك السليم، والحقوق الفردية، وخطورة التحرش ضمن المناهج التعليمية، كما تُنظم محاضرات وورش توعوية دورية في الجامعات لتعزيز الثقافة القانونية بين الشباب والشابات.

  •  بيئات العمل:

ألزمت وزارة الموارد البشرية أصحاب العمل بوضع سياسات داخلية واضحة لمكافحة التحرش، تتضمن آليات الإبلاغ والحماية، وضرورة تدريب الموظفين والمديرين على التعامل مع الحالات بشكل مسؤول وسري.

  •  الشراكة مع الجمعيات الأهلية:

أسهمت الجمعيات الأهلية والحقوقية، مثل جمعية “مودة” و”حماية الأسرة”، في تقديم برامج إرشادية ومساندة نفسية وقانونية للضحايا، إضافة إلى نشر ثقافة المواجهة وعدم السكوت عن التحرش.

وأثمرت هذه الجهود التوعوية عن نتائج إيجابية وتأثيرات مجتمعة  من أبرزها :

  • زيادة نسبة البلاغات في السنوات الأخيرة، ما يعكس ارتفاع الوعي والثقة في النظام القضائي.
  • تراجع نسبي في بعض أشكال التحرش، خصوصًا في المؤسسات التعليمية والوظيفية.
  • تحفيز نقاشات مجتمعية أوسع حول أهمية السلوك الأخلاقي وحدود التفاعل بين الجنسين في الإطار النظامي .

ولكن برغم التطور في الجهود التوعوية، ما زالت بعض التحديات قائمة، مثل:

  • التردد في الإبلاغ نتيجة الخوف من الوصمة أو عدم وجود دعم أسري.
  • ضعف المعرفة النظامية لدى بعض الفئات، مما يتطلب تكثيف الحملات وتبسيط اللغة النظامية.
  • ثقافة المجاملة أو التساهل في بعض البيئات، مما يُقلل من إدراك جدية السلوك.

إطلع على عقوبة التحرش في المملكة العربية السعودية

 التحرش الإلكتروني: أنواعه ومخاطره

 التحرش الإلكتروني أنواعه ومخاطره
 التحرش الإلكتروني أنواعه ومخاطره

 التحرش الإلكتروني هو أي سلوك يحمل مدلولًا جنسيًا غير مرغوب فيه، يُرتكب عبر الوسائل التقنية مثل الرسائل النصية، تطبيقات المحادثة، البريد الإلكتروني، أو مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد أولى نظام مكافحة جريمة التحرش في السعودية اهتمامًا خاصًا بهذا النوع، حيث شمله ضمن أوجه الجريمة التي تستوجب العقوبة، بما يتوافق مع التطورات الرقمية الحديثة.

أولًا: أنواع التحرش الإلكتروني

  • الرسائل غير اللائقة:

مثل إرسال صور أو كلمات ذات طابع جنسي ومحاولات الإغراء أو التلميحات الجنسية المتكررة.

  • التطفل والمتابعة المستمرة :

تتبع الحسابات الشخصية للضحية باستمرار وإرسال تعليقات متكررة أو محاولة فرض التواصل.

  • الابتزاز الجنسي :

تهديد الضحية بنشر صور أو محادثات خاصة مقابل مطالب جنسية أو مالية.

  • التحرش في الألعاب الإلكترونية أو المنتديات:

 مثل استخدام أسماء أو عبارات جنسية في غرف الدردشة وإرسال رسائل تحرش في أثناء اللعب المباشر.

  • انتحال الهوية بغرض التحرش:

إنشاء حسابات مزيفة باسم الضحية أو شخص مقرّب منها لتوجيه الإساءات.

ثانيًا: مخاطر التحرش الإلكتروني

للتحرش الإلكتروني العديد من المخاطر على المجتمع وأفراده ومن أبرز هذه المخاطر:

  • آثار نفسية:
    • مثل القلق، التوتر، والخوف من استخدام الإنترنت.
    • الاكتئاب وانعدام الثقة بالآخرين

 خصوصًا بين المراهقين والنساء.

  • أضرار اجتماعية:
    • إفساد السمعة، خاصة إذا تم استخدام صور أو معلومات حساسة.
    • عرقلة العلاقات الأسرية أو المهنية نتيجة الشائعات أو المضايقات المستمرة.
  •  تهديد الأمن الرقمي للفرد:

مثل اختراق الحسابات أو الأجهزة للحصول على معلومات خاصة تُستخدم في التهديد.

  •  تشويه بيئة العمل أو الدراسة عن بُعد:

التحرش الإلكتروني في منصات العمل أو التعليم يؤدي إلى انسحاب الضحايا أو فقدان الشعور بالأمان.

 دور الأسرة في توعية الأبناء

للأسرة دور محوري وأساسي في توعية الأبناء بجريمة التحرش، فهي الحصن الأول الذي يحمي الطفل ويوجهه. إليك أبرز الأدوار التي يمكن أن تقوم بها الأسرة:

  •  التربية على القيم والأخلاق:

زرع مبادئ الاحترام، والحياء، وحفظ الجسد وتعليم الأبناء الفرق بين السلوك السليم والخاطئ في العلاقات مع الآخرين.

  • التواصل المفتوح:

بناء علاقة ثقة مع الأبناء تجعلهم يشعرون بالأمان عند التحدث عن أي موقف يزعجهم.

وتشجيعهم على الحديث دون خوف أو خجل إذا تعرضوا لأي تصرف غير مريح.

  • التوعية المبكرة:

تعليم الأطفال بطريقة مبسطة ومناسبة لأعمارهم ما هو التحرش، وكيفية التعرف عليه واستخدام قصص أو رسوم توعوية لتسهيل الفهم.

  • تعليم أساليب الحماية:

تدريب الأبناء على قول “لا” بثقة عند التعرض لأي سلوك مريب وتوجيههم للإبتعاد عن الأماكن المعزولة، وإبلاغ شخص موثوق في حال الشعور بالخطر.

  •  المتابعة والمراقبة:

مراقبة المحتوى الذي يتعرض له الأبناء عبر الإنترنت أو في المجتمع ومعرفة أصدقائهم والأماكن التي يذهبون إليها.

  • دعم الضحية لا لومها:

في حال تعرض الطفل لتحرش، يجب أن تكون ردة الفعل داعمة، لا متهمة ويجب تقديم الدعم النفسي، والتوجه للإجراءات النظامية 

 جهود وزارة الداخلية في مكافحة التحرش

 جهود وزارة الداخلية في مكافحة التحرش
جهود وزارة الداخلية في مكافحة التحرش

تُعد وزارة الداخلية السعودية الجهة التنفيذية الأولى في تطبيق نظام مكافحة جريمة التحرش، وقد اتسمت جهود الوزارة بالشمولية والدقة، وارتكزت على التكنولوجيا الحديثة والتنسيق المؤسسي ومن هذه أبرز الجهود مايلى :

  •  تلقي البلاغات والتعامل الفوري معها:

وفرت الوزارة قنوات إلكترونية مباشرة لتلقي البلاغات،  مما سهّل على المواطنين والمقيمين الإبلاغ عن جرائم التحرش فور وقوعها.

حيث تُرسل البلاغات مباشرة إلى غرف العمليات أو مراكز الشرطة المختصة في نفس المنطقة، ويتم التعامل معها بخصوصية وسرعة.

  •  تدريب رجال الأمن:

نظّمت الوزارة برامج تدريبية خاصة لرجال الشرطة والمرور والأمن العام حول كيفية التعامل مع جرائم التحرش، من حيث التحقيق، وحماية الضحية، وضبط الجناة، وضمان سرية الإجراءات.

  •  تفعيل أنظمة المراقبة:

دعمت الوزارة استخدام كاميرات المراقبة في الأماكن العامة، والمراكز التجارية، ومرافق النقل، مما سهّل التحقق من الوقائع وتحديد هوية المتحرشين.

  • الوجود الأمني في الأماكن الحساسة:

زادت الوزارة من عدد الدوريات في الأماكن التي قد تشهد ازدحامًا واختلاطًا كبيرًا (مثل الفعاليات، المهرجانات، المدارس، الجامعات، والأسواق)، وذلك كإجراء وقائي وردعي.

  • التوعية المجتمعية:

أطلقت الوزارة حملات إعلامية موجهة لشرائح المجتمع المختلفة للتعريف بمفهوم التحرش، وأشكاله، وطرق الإبلاغ، والعقوبات النظامية 

من الضروري متابعة وسائل الإثبات الحديثة

دور هيئة حقوق الإنسان السعودية في مكافحة التحرش

تلعب هيئة حقوق الإنسان السعودية دورًا محوريًا في دعم جهود الدولة لمكافحة جريمة التحرش، وذلك عبر التوعية، والرصد، والتعاون مع الجهات العدلية والأمنية، بما يضمن حماية الأفراد وصون كرامتهم، 

، وإليك أبرز أدوار الهيئة في مكافحة التحرش:

  •  رصد الانتهاكات وتلقي الشكاوى:

تتيح الهيئة للمواطنين والمقيمين تقديم شكاوى أو بلاغات تتعلق بالتحرش أو غيره من الانتهاكات الحقوقية، سواء عبر موقعها الإلكتروني أو من خلال فروعها المنتشرة في مختلف مناطق المملكة. 

  • التوعية ونشر الثقافة الحقوقية:

تنظم الهيئة حملات توعوية عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لتعريف المجتمع بجريمة التحرش، وأشكاله، وأثره،  

  • الدفاع عن الضحايا والفئات الأكثر عرضة للتحرش:

تولي الهيئة اهتمامًا خاصًا بحماية النساء، والأطفال، وذوي الإعاقة من التحرش، وتدعو إلى تشديد العقوبات في حال ارتكاب الجريمة ضد هذه الفئات. كما تتعاون مع الجهات التعليمية والصحية لضمان بيئات آمنة وخالية من المضايقات.

  • متابعة تنفيذ نظام مكافحة  التحرش:

ترصد الهيئة مدى التزام الجهات الحكومية والخاصة بتنفيذ نظام مكافحة جريمة التحرش، وتُقدم التوصيات للجهات التشريعية لتحسين فعالية النظام، أو معالجة أوجه القصور في آليات تطبيقه إن وجدت.

  • تمكين الضحايا قانونيًا ونفسيًا:

في بعض الحالات، تُقدم الهيئة الدعم النظامي أو النفسي للضحايا من خلال الإحالة لمراكز الدعم المختصة، أو بالتنسيق مع الجمعيات الأهلية التي تعمل في مجال الحماية الاجتماعية

الخاتمة

نظام مكافحة جريمة التحرش في السعودية ليس مجرد تشريع، بل هو إعلان واضح بأن الكرامة الإنسانية مصونة، وأن أي انتهاك لها مرفوض و خلال هذا المقال استعرضنا النظام، وأهدافه، وآليات رفع الدعوى، وعقوباته الصارمة، إضافة إلى الأدوار الحيوية التي تلعبها الجهات المختصة كوزارة الداخلية وهيئة حقوق الإنسان كما تطرقنا أيضًا للتحرش الإلكتروني بوصفه امتدادًا رقميًا للجريمة، وبيّنا مخاطره، وأنواعه، وكيفية التصدي له تقنيًا ونظاميًا . كما أبرزنا أهمية التوعية المجتمعية ودور الأسرة في التوعية 

في الأخير ، من الجدير بالذكر أن المملكة تبني منظومة متكاملة لحماية المجتمع من التحرش بكل أشكاله، تجمع بين الحزم النظامي، والتقنية، والتثقيف ومع ازدياد الوعي والإبلاغ، ودعم الضحايا، تتقدم السعودية بثبات نحو بيئة أكثر أمانًا، واحترامًا، وعدالة.

قم بتقييم المقالة

لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *