أجاز نظام الأحوال الشخصية الطلاق بين الزوجين وذلك في حالة أراد الطرفين إنهاء العلاقة الزوجية القائمة بينهما نظرًا لزيادة الخلافات أو البغض واستحالة العشرة فيما بينهما
وذلك استنادًا إلى أحكام الشريعة الإسلامية وما ورد في القرآن الكريم. وقد كان نظام الأحوال الشخصية السعودي حريصًا على ذكر وتوضيح أدق التفاصيل الخاصة بقضايا الطلاق نظرًا لأهميتها وتشعبها،
وتأتي المسائل والأحكام المتعلقة بالطلاق وما تستند عليها من أمور أخرى ذات صلة بدايةً من المادة السابعة والسبعون وحتى المادة الرابعة والتسعون من قانون الأحوال الشخصية السعودي.
كيفية وقوع الطلاق
وفقًا لنص المادة التاسعة والسبعون من نظام الأحوال الشخصية فإن الطلاق هو إنهاء عقد الزواج من طرف الزوج باستخدام اللفظ الدال على ذلك،
وقد يكون ذلك اللفظ صريحًا أو متضمنًا من معنى الكلام، ويمكن للطلاق أن يقع أيضًا سواء بالكتابة أو بالإشارة المفهومة. وبالرجوع للمادة الثالثة والثمانون نجد أن الطلاق المقترن بعدد معين سواء باللفظ أو الإشارة يعتبر طلقة واحدة.
ويقع الطلاق أيضا في حالة اقترانه بشرط معين سواء بالفعل أو بالترك بما يسمى الطلاق المعلق إلا أذا كانت النية من وراء ذلك التعليق الحث أو التصديق أو التكذيب أو المنع ففي هذه الحالة لا يقع الطلاق بناءً على نية الزوج ووفقًا لنص المادة الحادية والثمانون من نظام الأحوال الشخصية،
كما أفادت نفس المادة بوقوع الطلاق في حالة الحنث بيمين الطلاق بنية وقوعه. وقد جاء في نص المادة الرابعة والثمانون انه يجوز للزوج توكيل من ينوب عنه سواء كان رجل أو أنثى في القيام بإجراءات الطلاق وذلك في حالة عدم تواجد الزوج، وفى تلك الحالة لا يتم قبول رجوع الزوج عن الطلاق طالما وقع الطلاق بالفعل من جانب الوكيل.
أنواع حالات الطلاق
يتم معالجة جميع قضايا الطلاق طبقًا للمرسوم الملكي الصادر عام 1443 هـ باعتماد نظام الأحوال الشخصية في التحكيم في جميع مسائل قضايا الطلاق كاملةً.
وقد جاء في نص المادة السابعة والسبعون تعريف معني الطلاق بأنه: (حل عقد الزواج بإرادة الزوج من خلال اللفظ الدال عليه)، وهناك الكثير من أنواع الطلاق بنظام الأحوال السعودي يمكننا استعراضها فيما يلي:
- الطلاق الصريح: وهو الذي يتلفظ فيه الزوج بألفاظ صريحة واضحة لا تحتمل الشك كأن يقول مثلًا: (أنت طالق)، (طلقتك)، أو أن يقول مثلًا في حضور بعض الناس (اشهدوا أن زوجتي طالق).
- الطلاق الضمني: بأن يتلفظ الزوج ببعض الألفاظ الغير صريحة ولكنها تعطي معنى الطلاق والفيصل في مثل تلك الحالة هو نية الزوج وقت صدور القول، وكمثال على الألفاظ الضمنية: (اذهبي لبيت أهلك، فارقيني، اتركيني وارحلي، أو أنا مفارق لك).
- الطلاق الرجعي: في ذلك النوع من الطلاق يجوز للزوج إرجاع زوجته مرة أخرى سواء بالقول أو الفعل بدون مهر أو عقد جديد وذلك خلال مدة العدة المقررة بعد وقوع الطلاق للمرة الأولى أو الثانية.
- الطلاق البائن: في هذا النوع من الطلاق ينتهي عقد الزواج بمجرد وقوع الطلاق ولا يحق للزوج إرجاع زوجته في فترة العدة، وينقسم الطلاق البائن إلى نوعين وهما:
- طلاق البينونة الصغرى: يحتاج فيه الزوج لعقد ومهر جديد لإرجاع زوجته بعد الطلاق الأول والثاني.
- طلاق البينونة الكبرى: يقع هذا النوع بعد تطليق الرجل لزوجته الطلقة الثالثة ولا يحل له هنا إرجاعها إلا إذا تزوجت من رجل آخر أولًا زواجًا صحيحًا لا شبهة فيه، ثم بعد ذلك يمكنها أن تعود لزوجها الأول بعقد ومهر جديد.
- الطلاق الصحيح: يعتبر الطلاق صحيحًا في حالة توافقه مع الضوابط والأحكام المنصوص عليها في نظام الأحوال الشخصية السعودي.
- الطلاق الباطل: وهو الذي يتضمن مخالفة لنصوص نظام الأحوال الشخصية السعودي مثل:
- الطلاق بالإكراه.
- الطلاق تحت تأثير الكحوليات أو المواد المخدرة.
- افتقاد الزوج للعقل كالجنون مثلًا.
- الطلاق في فترة الحيض أو النفاث للزوجة مع علم الزوج بذلك.
- الطلاق خلال نوبات الغضب شديدة الحدة حيث قد يفقد الزوج السيطرة على انفعالاته.
إرجاع الزوج لزوجته:
جاء في نص المادة الثامنة والثمانون أنه يحق للزوج إرجاع زوجته خلال فترة العدة سواء كان هذا باللفظ أو بالكتابة أو بالإشارة المفهومة، كما يجوز إرجاع زوجته من خلال الجماع أيضًا. على ألا يكون إرجاع الزوج لزوجته معلقًا على شرط أو قيد.
والجدير بالذكر أنه يجب على الزوج توثيق الطلاق أمام الجهات المختصة وفقًا لنظام الأحوال الشخصية خلال فترة أقصاها خمسة عشر يومًا من وقوع الطلاق،
كما أنه يجب عليه توثيق إجراءات الرجعة أيضًا وإعلام الزوجة بها لأنه في حالة تزوجت الزوجة بعد انقضاء العدة من شخص آخر لعدم علمها بإرجاع الزوج لها فإن الرجعة هنا تعد غير صحيحة.